تكريمًا لزيارة وفد مبادرة نوبل للنساء إلى الأردن والأراضي الفلسطينية المحتلة، عقدت منظمة النهضة العربية للديمقراطية والتنمية (أرض)، بالتعاون مع مبادرة نوبل للنساء، يوم الأربعاء 9 أبريل/نيسان 2025، جلسة نقاشية بعنوان: “دور القيادة النسائية في بناء الأمن والسلام”، جمعت عددًا من الحائزات على جائزة نوبل للسلام، وقيادات نسائية، ومدافعات عن حقوق الإنسان، لاستكشاف الدور الحيوي للمرأة في بناء السلام، وحقوق الإنسان، والصمود.
وأكد المتحدثون في الجلسة التي أدارتها الناشطة والمدافعة الفلسطينية روان يوسف على أهمية وحدة المرأة وتضامنها بوصفها أداة للتغيير. فيما تحدثت المديرة التنفيذية لمنظمة النهضة (أرض)، سمر محارب، عن أهمية تبني “المحبة الراديكالية”، وهو مبدأ من مبادئ مبادرة نوبل للنساء، وتبديد ظاهرة الكراهية التي نشهدها حاليًا، مستعرضة المحاور الرئيسية للفعالية والتي تمثلت في تعزيز السلام والعدالة والمساءلة؛ وتمكين المرأة القيادية ومشاركتها السياسية؛ وحماية الفضاء والمجتمع المدني.
بدورها، استعرضت الدكتورة أسيل الجلاد، الطبيبة الاختصاصية بالنساء والتوليد واقع 800 ألف امرأة استثنائية ومميزة في غزة، بعد عودتها من مهمتها الثانية في القطاع الأسبوع الماضي، التي عملت خلالها في مستشفى ميداني في خان يونس. كما تحدثت عن المعاناة الشديدة التي تعيشها كل امرأة وفتاة في غزة وصمودها، وذلك نتيجة الهجمات العسكرية والحصار والاحتلال، مضيفة: “إننا نتحدث عن فتيات ينشأن في ظروف غير آمنة، إذ يعشن الخوف، والجوع، والعطش، والحرمان من كل ما تحتاجه الفتيات”.
وبصفتها خبيرة في المساواة بين الجنسين والتنمية الشاملة والمرأة والأمن والسلام، أكدت الدكتورة سلمى النمس على أهمية تعزيز وجود حركة نسوية منسقة في جميع أنحاء العالم العربي، بحيث لا تجمع بين النساء وحسب، بل بين الرجال أيضًا، معربة عن فخرها بالأردن بوصفه صوتًا أخلاقيًا على مدى الأشهر الستة عشر الماضية.
ودعت النمس إلى ضرورة إنهاء الاستعمار في النضال النسوي، ومعارضة التطبيق الانتقائي للحقوق الذي يفرضه إطار رأسمالي معولم، مع وضع أجندة محلية تسعى إلى إحداث تغيير جماعي يتحد فيه الجميع خلف قضية واحدة محورها التضامن مع فلسطين.
من ناحيتها، قالت الدكتورة شيرين العبادي، المحامية الإيرانية في مجال حقوق الإنسان والحائزة على جائزة نوبل للسلام عام 2003: “أتواجد هنا اليوم كإيرانية لأُظهر تضامن النساء الإيرانيات مع نساء فلسطين”، مشددة على أهمية تقديم دعم حقيقي للحركات التي تُعلي من شأن حقوق الإنسان والعدالة، وداعية “إلى نهج من التضامن السياسي الذي يتمتع بالمزيد من الأصالة والتعاطف، ويُعلي الأصوات المهمشة ويمكنها”.
فيما أبدت الناشطة الأمريكية الحائزة على جائزة نوبل للسلام، جودي ويليامز، تضامنًا تامًا مع صديقاتها وزميلاتها المشاركات في الجلسة النقاشية، ورفضها وإدانتها لـ”الإبادة الجماعية وجرائم الاحتلال غير الشرعي”. كما شاركت مع الحضور التوصيات الناجمة عن زيارتها الأخيرة لفلسطين، فدعت النساء في كل مكان إلى التكاتف، قائلة: “نحن بحاجة إلى الشعور الحقيقي بقوتنا الجماعية كنساء.. تحتاج النساء إلى بناء روابط لا على المستويين المحلي والإقليمي فقط، بل على المستوى العالمي أيضًا”.
ختاماً؛ جمعت الجلسة أصواتًا من جميع أنحاء الأردن وفلسطين، موحّدةً القوة الجماعية للنساء، ودعا المشاركون فيها إلى الوقوف صفًا واحدًا ضد جميع أشكال القمع، فضلاً عن ضرورة تضافر القوة لتحقيق السلام والأمن. وفي ظلّ انكماش الفضاء المدني الحالي، تأتي هذه الجلسة داعية إلى إشراك المرأة على جميع المستويات، وإنهاء الاستعمار في الأجندة النسوية.