في إطار برنامج هي تقود، وبالتعاون مع تجمع لجان المرأة الوطني الأردني، ومركز دراسات المرأة في الجامعة الأردنية، عُقدت محاضرة بعنوان: “مشاركة المرأة في الحياة السياسية والعنف الانتخابي ضد المرأة”، الثلاثاء 13 أيار/ مايو 2025، تحدثت فيها الدكتورة جمانة الدهامشة رئيسة وحدة تمكين المرأة في وزارة الشؤون السياسية والبرلمانية.
وسلطت المحاضرة التي تأتي بدعم وإشراف منظمة النهضة العربية للديمقراطية والتنمية (أرض)، وتم تصميمها تنفيذاً لخطة المناصرة التي تم تطويرها من قبل المشاركات في برنامج هي تقود، الضوء، على الواقع السياسي للمرأة الأردنية، فضلاً عن التحديات المرتبطة بالعنف الانتخابي وأشكاله وكيفية التغلب عليه.
وبينت الدكتورة الدهامشة، أن العنف الانتخابي ضد المرأة يشمل أي شكل من أشكال العنف أو الضغط أو التمييز الذي تتعرض له النساء بسبب مشاركتهن في العملية الانتخابية، سواء كناخبات، أو مرشحات، أو ضمن الحملات الانتخابية.
وأشارت إلى أن لهذا العنف أشكال متعددة، من بينها العنف الجسدي، والعنف النفسي والمعنوي، والذي يتجلى في حملات تشويه السمعة، والتنمر، والسخرية، والتهديدات عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو في المحيط المجتمعي. وأكدت على أن مشاركة المرأة في الحياة السياسية ليست ترفًا، بل هي ركن أساسي من أركان العدالة والديمقراطية. وعلينا جميعاً، كمؤسسات مجتمع مدني وحكومات وأفراد، أن نعمل لتفكيك الحواجز وتمكين النساء من الوصول إلى مواقع صنع القرار بأمان وعدالة.
من جانبها، أوضحت مديرة مركز دراسات المرأة، أمل العواودة، أهمية هذه الأنشطة الدامجة بين الشابات والشباب والتي تهدف إلى رفع الوعي بقضايا المرأة و بحقوق المرأة السياسية وبناء قدراتها في مواجهة التحديات المرتبطة بالقيادة والعمل العام.
بدورها، شددت لينا هلسة، مديرة مشروع في منظمة النهضة (أرض)، على أهمية إقامة شبكة فاعلة تضم القيادات الشبابية والخبراء والناشطين في مجال حقوق المرأة و القيادة؛ لتبادل المعرفة والخبرات والمساهمة في إحداث تغيير حقيقي في واقع مشاركة النساء في صنع القرار، وتعزيز استدامة العمل المجتمعي التشاركي، فضلاً عن ضرورة العمل ضمن سياق محلي متكامل وتكاتف الجهود على المستويات الفردية والمجتمعية والمؤسسية والسياسية لتحقيق هذا التغيير.
في ذات السياق، أثارت المحاضرة مداخلات من عضوات هيئة التدريس وطلبة الجامعة، بالإضافة إلى ممثلات عن منظمات نسوية، حيث عبّرن عن قلقهن من تفاقم مظاهر العنف الرمزي والسياسي في الفضاءين الواقعي والرقمي، مطالبات بإجراءات وقائية وتشريعية أكثر صرامة.
ختاماً؛ دعا المشاركون في المحاضرة إلى تعزيز المشاركة الشبابية والطلابية في الحوارات الوطنية حول تمكين المرأة، والعمل على بناء شبكات دعم ومناصرة تُسهم في تغيير الصور النمطية وتحد من العنف الموجه ضد النساء، من خلال برامج التوعية والتدريب والدعم القانوني.
يذكر أن برنامج “هي تقود” يهدف إلى دعم عدالة التمثيل بين الرجال والنساء للمشاركة بشكل أكبر في عمليات صنع القرار من خلال أنشطة بناء القدرات التي تركز على زيادة فرص الفتيات والنساء بالحصول على التعليم وتنمية المهارات، وانخراطها في العملية السياسية، إضافة إلى بناء مهارات المناصرة، والتفاعل الهادف، وزيادة التوعية، وذلك عبر نهج تعاوني وشامل على المستويين الإقليمي والدولي.