في 18 أيار/مايو، استضاف مركز النهضة الاستراتيجي (RSC) لقاء إطلاق كتاب بناء الهوية في الأردن والكويت: استراتيجية الشمول والإقصاء (بالغريف ماكميلان، 2024)، من تأليف الدكتورة أوديتا بيتزينغريلي، الباحثة ما بعد الدكتوراه في جامعة بيزا والمستشارة في المركز. جمع اللقاء نخبة من الباحثين الأكاديميين وممثلين عن وكالات الأمم المتحدة والمجتمع المدني والمنظمات الدولية.
يتناول الكتاب كيفية تشكّل الهوية الوطنية في كل من الأردن والكويت من خلال آليات الشمول والإقصاء. ويستند إلى أكثر من 100 مقابلة ميدانية وعدة سنوات من البحث، لتحليل الأبعاد المكانية والسردية التي تُسهم في تشكيل مفهومي المواطنة والانتماء. ويركز على أربع فئات مجتمعية: المغتربون العرب والبدون (عديمو الجنسية) في الكويت، والشركس والغزيون في الأردن، وهي مجموعات منخرطة ضمن بنى الدولة لكنها تحتل مواقع قانونية واجتماعية متفاوتة.
أدارت النقاش الدكتورة مريم أبو سمرة، الباحثة في العلوم السياسية ومنسقة مركز النهضة الاستراتيجي، التي وضعت محتوى الكتاب في سياق أوسع من النقاشات حول الحوكمة، وحقوق الأقليات، وبناء الدولة في المنطقة العربية. ووصفت العمل بأنه وثيق الصلة بمجالات متعددة تتناول المشاركة والإقصاء.
ينقسم الكتاب إلى بعدين رئيسيين: المكان والهوية، ويتتبع تطورهما عبر الزمن، من أواخر العهد العثماني إلى يومنا هذا، مروراً بمحطات مثل الانتداب البريطاني، وظهور أنظمة الدولة الريعية، وحرب الخليج 1990–1991. ويتناول كيف أن تطورات عمرانية – مثل بناء سور الكويت عام 1920 أو إزالة معالم تاريخية في عمّان – تُستخدم كرموز مكانية لترسيخ السرديات الوطنية.
كما تناول اللقاء دور البيئة المبنية – من بنية تحتية حضرية وحدود جغرافية إلى عناصر طبيعية – في صياغة الهويات. وتطرّق النقاش إلى حالات مثل الغزيين في الأردن، الذين يستحضرون صورة غزة من خلال الذاكرة الجمعية، مما يعكس كيف تؤثر السرديات والمكان في تشكيل الروابط العاطفية والسياسية.
واختُتم اللقاء بنقاش حول مسألة التموضع، حيث أُشير إلى مساهمة الكتاب في إثراء التحليل الإقليمي لسياسات الهوية، مسلطًا الضوء على التفاعل بين التاريخ والمكان والسرد في رسم حدود الانتماء وإعادة التفاوض عليها.