خبر
تمكين المرأة والشباب

هي تقود.. خبراء من الأردن ومصر يؤكدون على ضرورة تعزيز الثقافة المجتمعية الداعمة لقيادة الشابات والفتيات

في إطار برنامج “هي تقود”، عقدت منظمة النهضة العربية للديمقراطية والتنمية (أرض) جلستين حواريتين في كل من الأردن ومصر، لبحث دور الرجال في العائلة أو الأسرة في دعم قيادة الشابات والنساء، وطرح توصيات تستند إلى الواقع الميداني والتحديات التي تواجه المرأة، وذلك بمشاركة فاعلة من القيادات النسائية الشابة والخبيرات الإقليميات في قضايا المرأة والقيادة، بهدف تطوير موجز سياسات وبحث تفصيلي حول هذا المحور

وخلال الجلستين اللتين عقدتا في 18 و24 حزيران/يونيو 2025، مع مجموعة من الخبراء الإقليميين في القيادة النسائية وشؤون المرأة في مصر والأردن، أكدت لينا هلسة مديرة مشروع هي تقود على أهمية مخاطبة اصحاب القرار من خلال  أوراق السياسات والبحوث لكسب تأييدهم و العمل على تعزيز المجتمع والبيئة التشريعية من تخطيط وتنفيذ برامج تزيد من فرص المشاركة الهادفة للشابات والنساء.

فيما قدمت ملاك سليمان، مديرة مشاريع في منظمة النهضة (أرض) عرضًا لموجز سياسات تعمل عليه المنظمة وهو قيد التطوير، حيث يتناول بعض التوصيات التي من شأنها تفعيل دور الشباب والرجال في العائلة لدعم بناء قياديات شابات، مسلطة الضوء على تأثير التحولات السياسية والثقافية والاقتصادية، والتكنولوجية على أنماط دعم المرأة داخل الأسرة، وانعكاسها على حضورها المجتمعي. كما شددت على أهمية العمل ضمن إطار تكاملي ممنهج لتعزيز جهود المؤسسات والأفراد في خلق بيئة ممكنة وداعمة للشابات للوصول إلى مراكز قيادية.

بدورهم أوضح المشاركون في الجلستين، أنه رغـم الجهـود المسـتمرة لتعزيز دور النساء في  القيـادة  وصناعة القرار، إلا أنها لم ترتق الجهود للمستوى المطلوب في مختلـف القطاعات والمجتمعات، حيث تبرز هذه الفجوة بشكلٍ واضح في بعض المناطق في مصر.

في حين أجمع المشاركون على أنه لا يزال هنالك قيود مجتمعية تحد من مشاركة النساء الفعالة، فضلاً عن غياب التمثيل الحقيقي في مراكز صنع القرار، رغم وجود نماذج نسائية ناجحة تحتاج إلى تسليط الضوء والتمكين المؤسسي. كما تناولوا قضية ضرورة إدماج الفتيات ذوات الإعاقة في التعليم، وتعزيز المشاركة المدنية والسياسية لديهن.

كما تناولت النقاشات أهمية تصميم مبادرات محلية ممنهجة ضمن السياق التعليمي، ودمج المهارات القيادية ومبادئ العدالة بين الرجال والنساء في سن مبكرة، وتوفير التدريبات النفسية والاجتماعية الملائمة للفتيات في سن اتخاذ القرار على مستوى العائلة، كما تم التأكيد على ضرورة تقديم برامج مستدامة لتأهيل الآباء والأمهات على أساليب التربية الداعمة.

أما على المستوى المؤسسي فأوصى المشاركون بضرورة تعزيز القيادات الشبابية النسائية من دخول المجال العام عبر فرص ملموسة في القطاعين العام والإنساني، وصولاً إلى التركيز على إنشاء ثقافة مؤسسية أكثر دعماً وشمولية، خصوصاً تجاه مفهوم القيادة النسائية.

وأكدوا على أهمية  تبني معايير اجتماعية واقتصادية وسياسية واضحة تعزز مشاركة النساء في مواقع القيادة وصنع القرار، بالإضافة إلى ضرورة إعادة النظر في الدراسات الشبابية لتكون أكثر شمولًا للواقع المتغير والمركب للفتيات والقيادات الشابة.

ختاماً؛ دعا المشاركون إلى ضرورة تبني التوصيات بين السياقين الأردني والمصري بشكل فعال يضمن تحويلها إلى سياسات وطنية قابلة للتطبيق، مع مراعاة الخصوصية الثقافية والتاريخية، مؤكدين على أهمية رفع وعي الرجال بأهمية أدوارهم في هذا الصدد، وبناء الثقة بين مؤسسات المجتمع المحلي والعائلات، والعمل على تعزيز دور الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي كأدوات فعالة في إعادة تشكيل الوعي، وخاصة لدى الرجال، وطرح توصيات تستند إلى البيانات والأرقام والنماذج الواقعية.

وأجمعوا على أن التغيير يبدأ من الاعتراف بوجود فجوات في التصميم والتنفيذ، والحاجة إلى التعاون بين كافة القطاعات لتبني مقاربات جديدة أكثر واقعية وشمولاً تعكس حاجات النساء والفتيات، وتحفز تحولًا فعليًا في ثقافة القيادة في المجتمعين الأردني والمصري على وجه التحديد.

يذكر أن برنامج “هي تقود” يهدف إلى دعم عدالة التمثيل بين الرجال والنساء للمشاركة بشكل أكبر في عمليات صنع القرار من خلال أنشطة بناء القدرات التي تركز على زيادة فرص الفتيات والنساء بالحصول على التعليم وتنمية المهارات، وانخراطها في العملية السياسية، إضافة إلى بناء مهارات المناصرة، والتفاعل الهادف، وزيادة التوعية، وذلك عبر نهج تعاوني وشامل على المستويين الإقليمي والدولي.

مواضيع ذات صلة