خبر
برنامج الهجرة، والنزوح القسري، واللجوء وانعدام الجنسية في الوطن العربي

منظمة النهضة العربية (أرض) تعقد جلسة نقاشية حول مواجهة النزوح من خلال العمل الجماعي

بمناسبة يوم اللاجئ العالمي، استضاف مركز النهضة الاستراتيجي في منظمة النهضة العربية للديمقراطية والتنمية (أرض)، جلسة نقاشية جديدة ضمن سلسلة “لقاء وحوار” بعنوان: “مواجهة النزوح من خلال العمل الجماعي”، وذلك يوم الثلاثاء 8 تموز/يولويو 2025.

واستلهمت الجلسة شعار يوم اللاجئ العالمي لهذا العام: “قوة المجتمعات”، حيث شددت مداخلات ممثلي المنظمات الشريكة في النقاش التفاعلي على الدور الحاسم الذي تلعبه المجتمعات في دعم الفئات الضعيفة، بما في ذلك اللاجئون والنازحون داخليًا، في سعيهم نحو نيل حقوقهم وكرامتهم، إذ يؤدي العمل الجماعي في المجتمع إلى تغيير ملموس على المستويات المحلية، والوطنية والإقليمية.

شارك في الجلسة التي قدمتها وأدارتها مريم أبو سمرة، منسقة مركز النهضة الاستراتيجي، كل من: ديانا ربيع، المديرة القطرية في الهيئة اليسوعية لخدمة اللاجئين، وقاسم علي، مسؤول برامج المركز المجتمعي في مركز إصلاح الأضرار الجانبية -الأردن، وربى حتر، مديرة المنح في مركز إصلاح الأضرار الجانبية -الأردن، ومبارك “ريكي” آدم، معلّم ومنظّم مجتمعي في منظمة “سويًا” -الأردن، وحسن محمود، مدير مشارك لبرنامج اللغة الإنجليزية في منظمة “سويًا” -الأردن،

وفي وقت تميزه اضطرابات سياسية كبرى ومؤثرة، افتتحت أبو سمرة الجلسة بالتأكيد على الدور الحيوي الذي تلعبه المنظمات المحلية في دعم اللاجئين في الأردن، مؤكدة على أن هذه اللحظة التاريخية تتطلب اهتمامًا عاجلًا باحتياجات النازحين، لا سيما في سياق المجتمعات اللاجئة المهمشة.

من جانبها، تحدثت ديانا ربيع (من الهيئة اليسوعية لخدمة اللاجئين) عن أهمية إعطاء الأولوية لاحتياجات المجتمع في عمّان خاصة، حيث تكافح مجموعات اللاجئين المهمشة غالبًا من أجل نيل الاعتراف بها والحصول على الدعم، وأصرت على أن فهم هذه الاحتياجات أمر أساسي ينبغي أن يبدأ بمنح المجتمع نفسه صوتًا.

كذلك، من الواجب أن تحظى منظمات المجتمع المحلي والمنظمات التي يقودها اللاجئون بالدعم، والتمويل والثقة الكافية لإحداث تأثير فعّال داخل مجتمعاتهم، وتقديم استجابات متكاملة يقودها العمل الشعبي الذي ينطلق من القاعدة.

وحول التحديات البنيوية التي تواجهها المنظمات المجتمعية، أشارت ربى حتر (من مركز إصلاح الأضرار الجانبية) إلى واقع مؤلم مفاده أن التعامل مع النازحين ما يزال محصورًا ضمن أطر تقليدية تختزلهم في صورة الضحية أو الضرر الجانبي، فيما تعيق بعض القوانين عمل المنظمات المجتمعية التي يقودها اللاجئون، ما يحدّ من قدرتها على الوصول إلى المجتمعات التي تعاني التهميش في هذا الخصوص.

أما قاسم علي، فشدّد على أهمية الإصغاء إلى احتياجات المجتمع واعتبار التماسك الاجتماعي أساسًا في أي مشروع مصالحة فعلي وحقيقي، داعيًا إلى إفساح المجال أمام اللاجئين للمشاركة في صنع القرار، عوضًا عن تهميشهم.

من جهته، سلّط حسن محمود (من منظمة سويًا) في شهادة لافتة الضوء على الحاجة الملحة إلى فهم احتياجات المجتمعات المحلية الحقيقية، بما يؤكد على أهمية خلق مساحات داعمة للاجئين المهمشين. وفي معظم الأحيان، تأتي الفئات الأكثر تهميشًا من السودان، والصومال ودول أفريقية أخرى؛ وهي فئات لا يجري الإبلاغ عن أوضاعها بما يكفي. وقد حظيت مبادرة “سويًا” لتعزيز الفرص التعليمية لأطفال اللاجئين السودانيين بتقدير خاص بوصفها تمثل جهدًا ملحوظًا لمنح جيل مهمش الفرصة لعيش حياة طبيعية وفرصًا أخرى للمستقبل. كما أكد مبارك آدم على أن العمل الجماعي الموحد بين المنظمات المحلية هو الاستراتيجية الأكثر نجاعة لمواجهة هذه التحديات. فيما طرح حسن محمود سؤالًا جوهريًا حول مفهوم “تحرير عقولنا من الاستعمار”، متسائلًا عن معناه الفعلي وآلية تنفيذه عمليًا.

ومع ذلك، تواجه منظمات المجتمع المحلي والمنظمات التي يقودها اللاجئون تحديات جسيمة، فقد صاغت السياسات التقييدية، إلى جانب محدودية التمويل وقلّة اهتمام المجتمع الدولي، رواية المساعدات التي يتلقاها اللاجئون منذ زمن طويل من خلال تعزيز التناقضات المحيطة بهم.

اختُتمت جلسة الحوار بتجديد الالتزام بتحويل السرد السائد الذي يصور اللاجئين غالبًا على أنهم مستفيدون سلبيون من المساعدات، بدلًا من اعتبارهم عوامل فاعلة في التغيير. وفي الإمكان تحقيق هذا التحول من خلال رؤية تقوم على التضامن، يؤطرها منهج تفكيكي (ما بعد استعماري) في العمليات الإنسانية.

يُروّج هذا النهج المحلي لحلول متجذرة بعمق في التاريخ والثقافة العربيين، مع الاعتراف في الوقت نفسه بتنوع تجارب اللاجئين وتقاطعها.

كما أن هذا هو الوقت المناسب أيضًا لتعزيز الحوار المستمر بين المنظمات المحلية، التي يُطلب إليها على نحو متزايد أن تتعاون في جماعات بدلاً من التنافس الفردي.

وستواصل الجلسات القادمة من سلسلة “لقاء وحوار” استكشاف الواقع المتعدد الأبعاد للمهاجرين واللاجئين، والتحديات التي يواجهونها في السياق المحلي والفرص المتاحة لهم ضمنه كذلك، إضافة إلى مستقبل القطاع الإنساني في جميع أنحاء المنطقة العربية.

مواضيع ذات صلة