بعد مرور عامين على الإبادة الجماعية المستمرة في فلسطين، ومع اقتراب العالم من الذكرى الخامسة والعشرين لقرار مجلس الأمن رقم 1325 بشأن المرأة والسلام والأمن، عقدت منظمة النهضة العربية للديمقراطية والتنمية (أرض)، بالشراكة مع شبكة نساء النهضة، ندوة بعنوان “إعادة تعريف السلام والتحرير: النساء الفلسطينيات والنسوية العالمية.”
جاءت الندوة بمناسبة إطلاق حملة منظمة النهضة (أرض) الإقليمية بعنوان “استحقاق المستقبل: المرأة والسلام والعدالة في العالم العربي”، لتؤكد مجدداً على دور النساء القيادي في بناء السلام والعدالة والحوار وانسجاما مع حملة 16 يوما لمناهضة العنف ضد النساء.
قدّمت الندوة الدكتورة مريم أبو سمرة، الباحثة الأولى ومنسقة مركز النهضة الاستراتيجي، حيث تناولت الدور التاريخي والمستمر للنساء الفلسطينيات في تشكيل الفكر النسوي العالمي ومساهمتهن في حركات التحرير. وأكدت أن النساء الفلسطينيات ربطن منذ زمن بعيد بين التحرير الوطني والتحرر النسوي، معتبرات أن النظام السلطوي لا يمكن فصله عن الأنظمة الاستعمارية للقمع.
واستناداً إلى أكثر من قرن من نضال النساء وتنظيمهن — من بدايات العمل النسوي في أواخر القرن التاسع عشر إلى ريادتهن في المقاومة الاجتماعية والسياسية — أبرزت الدكتورة أبو سمرة الدور المزدوج الذي اضطلعت به النساء الفلسطينيات في تعزيز الصمود المجتمعي والمشاركة الفاعلة في النضال من أجل التحرير الوطني.
كما تناولت الندوة بالنقد كيف أن الأطر النسوية النيوليبرالية والغربية كثيراً ما شوّهت أو همّشت دور النساء العربيات، داعية إلى تبنّي مقاربة نسوية تحررية ما بعد استعمارية ترتكز على العدالة والكرامة والتحرير الجماعي.
وشدّدت الدكتورة أبو سمرة على أن السلام بالنسبة للنساء الفلسطينيات يعني العدالة والتحرير، لا مجرد غياب العنف أو وهم الاستقرار الذي تفرضه القوى الدولية. ومن خلال أمثلة مؤثرة — مثل نضال النساء من أجل حقوقهن الإنجابية وصمودهن تحت الاحتلال — أبرز صمود النساء الفلسطينيات وقوتهن بوصفهن رموزاً للأمل والمقاومة.