خبر
تمكين المرأة والشباب

مختبر سياسات المشاركة الشبابية يختتم جلساته لعام 2025… الشباب يطالبون بإصلاحات جذرية وشاملة

تشكل النظم الاجتماعية الإطار الناظم للعلاقات والأدوار داخل المجتمعات، وتمثل عاملًا حاسمًا في تحديد فرص مشاركة الشباب في الشأن العام. من هذه الضرورة الملحة، جاءت الجلسة الختامية لمختبر سياسات المشاركة المدنية والسياسية لعام 2025، والتي حملت عنوان: “النظم الاجتماعية في مرحلة التحول: الحركة والتغيير والبنية”، الثلاثاء الموافق 22 تموز/يوليو 2025، بمشاركة عضو مجلس الأعيان، بدرية البلبيسي، وبإدارة الأستاذة المشاركة في دراسات المرأة بالجامعة الأردنية، د. أماني السرحان.

ويندرج مختبر السياسات ضمن مشروع “جيل جديد”، الذي تسعى من خلاله منظمة النهضة (أرض) إلى تعزيز مفاهيم المشاركة المدنية والسياسية لدى الشباب والشابات، ورفدهم بالمعرفة والخبرة العملية، بما يساعدهم على بناء مساراتهم المهنية والمجتمعية، وفتح قنوات تواصل مع صناع القرار والمؤسسات المؤثرة.

وأكدت البلبيسي على أن “كل شاب يجب أن يتمتع بكفايات قيادية وشخصية تساعده على الانخراط في الشأن العام، ويُتقن فن إدارة الحوار”، مشددة على أهمية بناء شخصية متوازنة بين الفكر والسلوك والعمل الاجتماعي، وتعزيز روح التطوع والمبادرة والمسؤولية المجتمعية. ولفتت إلى أن “ما يحتاجه الشباب اليوم هو منظومة تعليمية متجددة ومتصلة بسوق العمل، وسياسات صحية وتعليمية تراعي العدالة والجودة، وفرص حقيقية للمشاركة في الحياة العامة بعيدًا عن التهميش والرمزية، وذلك في اطار تعزيز ثقة المواطن بالحكومة و بمؤسسات المجتمع المدني”.

وتحدثت عن الإمكانات الكبيرة التي يمتلكها الشباب الأردني، داعية إلى تمكينهم كشركاء حقيقيين في التنمية وصنع القرار. وقالت: “الشباب لديهم الإرادة والطموح، لكن التغيرات المؤسسية والمجتمعية المتسارعة أوجدت حالة من الإحباط”، مطالبة بسياسات تخلق التوازن بين تحديات الواقع وفرص التمكين.

واختتمت البلبيسي حديثها بالتأكيد على أن الانفتاح والمرونة والتكيف مع المتغيرات من حولنا في ظل عالم متسارع، هي من أهم عناصر القيادة الشبابية، إلى جانب القدرة على الإبداع والابتكار وصناعة التغيير، وتحويل التحديات إلى فرص. وتؤمن بأن “بناء قدرات الشباب ليس منة من أحد، بل هو استثمار وطني طويل الأمد. إذا أردنا مجتمعًا قويًا متماسكًا، فعلينا أن نضع ثقتنا في الجيل الجديد، ونصغي جيدًا لما يريد، ونفسح له المجال ليبني ما يطمح إليه”.

من جانبها، أوضحت السرحان أنه في ظل التحولات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية المتسارعة، لا بد أن يمتلك كل شاب وشابة مهارات حياتية ومعرفية متقدمة، تمكنهم من المشاركة الفعالة والحوار الهادف، وتمنحهم القدرة على اتخاذ القرار والتفاعل الإيجابي مع تحديات الواقع.

فيما عبر المشاركون الشباب عن قلقهم من اتساع الفجوة بين السياسات العامة وواقعهم اليومي، مشيرين إلى تحديات كبيرة في ملفات الإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي. كما شددوا على “حالة من عدم إدراك عمق المشكلات التي تواجه الأردن والمنطقة عمومًا”، مؤكدين الحاجة إلى إعادة إنتاج النخب السياسية والاجتماعية، وفتح المجال أمام طاقات شابة تمتلك رؤى جديدة وقدرة على التأثير.

وأوصوا ختاماً، بضرورة إصلاح التعليم ليتماشى مع احتياجات سوق العمل، وربط المخرجات التعليمية بالمهارات المطلوبة، وتحسين جودة الخدمات الصحية والتعليمية بما يعزز من دور المواطن في صناعة السياسات، وتطوير أدوات الشباب ومهاراتهم القيادية والتواصلية، وأيضاً، تعزيز مشاركتهم  في صنع القرار على مختلف المستويات، وصولاً إلى إعادة بناء الثقة بين المؤسسات والشباب عبر إشراكهم في تحديد الأولويات الوطنية.

مواضيع ذات صلة