خبر
برنامج الهجرة، والنزوح القسري، واللجوء وانعدام الجنسية في الوطن العربي

من المهارات إلى التنقل: تصميم مسارات عمل وتمكين اللاجئين في الأردن

استضاف مركز النهضة الاستراتيجي التابع لمنظمة النهضة العربية للديمقراطية والتنمية (أرض)، في 7 كانون الأول/ديسمبر 2025، جلسة حوارية ضمن سلسلة “لقاء وحوار” بعنوان “من المهارات إلى التنقل: تصميم مسارات عمل وتمكين اللاجئين في الأردن”، وذلك استناداً إلى مشروع بحثي أُجري في عمّان بالتعاون مع طالبة من جامعة تورينو.

وجمعت الجلسة فاعلين رئيسيين في مجال مسارات تنقل العمالة، لمناقشة الواقع العملي، والتحديات، وآفاق التطوير المستقبلية في السياق الأردني. فيما تأتي أهمية الجلسة في ظل استضافة الأردن أحد أعلى معدلات اللاجئين في العالم نسبةً إلى عدد السكان، ومع تراجع فرص إعادة التوطين التقليدية، برزت مسارات تنقل العمالة كبدائل منظمة تسهم في توفير الحماية الدولية وفرص العمل النظامية في الخارج.

بدورها؛ عرضت ريبيكا بروديني، الباحثة في جامعة تورينو، نتائج بحثها الميداني حول تطبيق مسارات تنقل العمالة في الأردن، مسلطةً الضوء على المشروع التجريبي “صائغ الذهب لإيطاليا”، الذي وصل إلى مرحلته النهائية بعد عامين من التطوير بالشراكة مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، ومؤسسة مواهب بلا حدود، ومؤسسة جبل الفيروز.

وأسفر المشروع عن تدريب لاجئين في قطاع المجوهرات الأردني وتوظيف عشرة منهم لدى شركة إيطالية، نُقل عدد منهم فعليًا إلى إيطاليا. وأكدت بروديني جدوى النموذج وابتكاره، مع الإشارة إلى تحديات مستمرة تتعلق بمواءمة متطلبات الحماية مع احتياجات سوق العمل، وتعزيز التنسيق بين الجهات المعنية.

من جانبه، قدم كريس مورفي، مسؤول الحلول المستدامة المساعد في المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، عرضاً حول مسارات التوظيف بوصفها مسارات يقودها أصحاب العمل وتتسم بالتنافسية العالية. وأشار إلى جملة من العوائق التي تحد من وصول اللاجئين، أبرزها محدودية شهادات اللغة، وصعوبة التحقق من الخبرات غير الرسمية، وضعف الوعي بالفرص المتاحة، ونقص الاستعداد للتوظيف الدولي. وشدد على أهمية تحسين تحديد المهارات وجمع البيانات والتواصل، معتبراً أن توسيع هذه المسارات يسهم في تلبية احتياجات الحماية ومعالجة نقص العمالة، ويحدّ من الهجرة غير النظامية.

من جهتها، أوضحت سارة والدر، رئيسة قسم الرصد والتقييم العالمي في مؤسسة تالنت بيوند باوندريز، دور المنظمة في ربط اللاجئين ذوي المهارات العالية بأصحاب العمل الدوليين، استجابةً لنقص العمالة في البلدان المستضيفة وتلبية لتطلعات اللاجئين المهنية. وقدّمت والدر دليل المواهب الخاص بالمنظمة، والذي يضم أكثر من 148,000 متخصص مسجل في قطاعات متنوعة كالصحة وتكنولوجيا المعلومات والهندسة والمهن الحرفية، ما يُبرز اتساع نطاق المواهب غير المستغلة لدى اللاجئين. وأكدت والدر على أهمية مشاركة أصحاب العمل في تحويل توافر المواهب إلى فرص تنقل. كما وصفت نموذج الدعم الشامل الذي تقدمه المنظمة، بدءًا من إعداد المرشحين وصولًا إلى المساعدة في الحصول على التأشيرات والانتقال، مشيرةً إلى ارتفاع معدلات رضا أصحاب العمل واحتفاظهم بالمرشحين الذين تم توظيفهم.

وركز ماهر فارس، رئيس معهد تيركواز ماونتن، على أهمية التدريب المهني والحرفي في دعم الإدماج الاقتصادي والتنقل، مستعرضاً نموذج التدريب الذي تطبقه مؤسسة جبل الفيروز في مجالات المجوهرات والنجارة والتصميم، والذي يجمع بين المهارات التقنية والمعرفة التجارية والتطوير المهني للاجئين والأردنيين. وأكد أن توسيع هذه المبادرات يتطلب أنظمة أقوى للاعتراف بالمهارات، وشراكات متعددة القطاعات، واستثماراً مستداماً في التدريب المهني عالي الجودة.

ختاماً؛ تناول المشاركون خلال نقاشاتهم سبل تحقيق التوازن بين متطلبات الحماية واحتياجات سوق العمل، والانتقال من المشاريع التجريبية إلى التوسع، وضمان تحقيق قيمة مضافة للمجتمعات المضيفة، مؤكدين على أن مؤسسات محلية، من بينها مركز الخدمات الملكية والجمعية الأردنية لتنمية اللاجئين، ستواصل العمل في هذا المجال الناشئ، لأهمية التوسّع التدريجي في مسارات تنقل العمالة، بما يعزز بيئة العمل والتوظيف في الأردن، ويوفر فرصاً أكثر تنظيماً وكرامة وشفافية للاجئين والأردنيين على حد سواء.

مواضيع ذات صلة