ضمن برنامج “هي تقود” في مرحلته الثانية، عقدت منظمة النهضة العربية للديمقراطية والتنمية (أرض) الثلاثاء 15نيسان/ أبريل 2025، لقاء تشاورياً مع “خبراء في القيادة النسائية وشؤون المرأة” من الأردن ومصر؛ لدعم إعداد البحث وموجز السياسات الذي يجريه مركز النهضة الاستراتيجي لاستكشاف دور أفراد الأسرة الرجال – وخاصة الأب – في تعزيز تنمية المهارات القيادية لدى الشابات المشاركات في البرنامج.
ويأتي اللقاء الذي ضم ممثلي مراكز بحثية، وجامعات، ومنظمات مجتمع مدني -إقليمية ودولية- كجزء من تطوير بحث هام وورقة سياسات تهدف إلى تسليط الضوء على دور مشاركة أفراد الأسرة الرجال في دعم التنمية القيادية للشابات وتحديد أفضل الممارسات المراعية للفروقات بين الجنسين. وعلى وجه التحديد، فإن الهدفين الرئيسيين لهذا البحث وورقة السياسات هما تحديد ممارسات الرجال ووجهات نظر أفراد الأسرة حول الأدوار القيادية للمرأة، وتقييم تأثير مشاركتهم في دعم القيادة للفتيات والشابات المشاركات في البرنامج.
وحول مدى تأثير الرجال في الأسرة على القرارات المهنية والقيادية للفتيات، أكد المشاركون على ضرورة تطوير دليل مرجعي من شأنه توضيح المصطلحات البحثية مثل مفاهيم “القيادة، المشاركة، والمفاهيم المتعلقة بالعدالة الاجتماعية بين الرجل والمرأة”، داعين إلى إدماج أثر ودور الأوضاع الاقتصادية والثقافية والاجتماعية في التحليل البحثي، مع التركيز على التباين بين أشكال الدعم العاطفي والمادي والقيادي الذي تتلقاه الشابات من أسرهن عبر السياقات الاجتماعية والثقافية المتنوعة بين الأردن ومصر.
وبشأن التحديات والفرص المتعلقة بمشاركة الرجال في دعم القيادة النسوية، بين المشاركون أن العادات والتقاليد والدين والقانون هي المحددات الرئيسية لسلوك أي مجتمع، معتبرين أن التمييز ضد النساء لا يزال مسيطراً في بعض المناطق.
وشددوا على ضرورة أخذ رؤى الرجال وتضمينها في البحث لفهم مواقفهم بشكل مباشر، مع الحاجة لشمول مكونات أخرى مثل المدرسة، الجيران، بيئة العمل، والأصدقاء، ومراعاة الاختلاف الجغرافي والاجتماعي، والتركيز على دور وسائل التواصل الاجتماعي الذي أصبح مؤثراً أساسياً في زيادة وعي الشابات والعائلات.
ختاماً؛ أوصى المشاركون في اللقاء على ضرورة عرض نماذج إيجابية للرجال، وتوفير مساحات آمنة للنقاش والحوار بين الرجال والنساء، وكذلك التركيز على بناء أدوات عملية لدعم الرجال في تبني دور داعم وواعي، وتوفير بيئة ممكنة للشابات، فضلاً عن الحاجة إلى بحث معمق يوازن بين العلمي والعملي، ويُعنى بالسياق المحلي ويأخذ بعين الاعتبار التغيرات الثقافية والاجتماعية.
يذكر أن برنامج “هي تقود” يهدف إلى دعم عدالة التمثيل بين الرجال والنساء للمشاركة بشكل أكبر في عمليات صنع القرار من خلال أنشطة بناء القدرات التي تركز على زيادة فرص الفتيات والنساء بالحصول على التعليم وتنمية المهارات، وانخراطها في العملية السياسية، إضافة إلى بناء مهارات المناصرة، والتفاعل الهادف، وزيادة التوعية، وذلك عبر نهج تعاوني وشامل على المستويين الإقليمي والدولي.